فصل: السنة السادسة من ولاية أنوجور

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


 السنة السادسة من ولاية أنوجور

وهي سنة أربعين وثلاثمائة‏:‏ فيها قصد صاحب عمان البصرة وساعده أبويعقوب القرمطي فسار إليهم أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي في الديلم والجند فآلتقوا فهزمهم المهلبي وآستباح عسكرهم وعاد إلى بغداد بالأسارى والغنائم‏.‏

وفيها جمع سيف الدولة بن حمدان جيوش الموصل والجزيرة والشام والأعراب ووغل في بلاد الروم وقتل وسبى شيئا كثيرا وعاد إلى حلب سالمًا‏.‏

وفيها قلعت حجبة الكعبة الحجر الأسود الذي نصبه سنبربن الحسن صاحب القرمطي وجعلوه في الكعبة فأحبوا أن يجعلوا له طوقًا من فضة فيشد به كما كان قديما كما عمله عبد الله بن الزبير وأخذ في إصلاحه صانعان حاذقان فأحكماه‏.‏

قال أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي‏:‏ دخلت الكعبة فيمن دخلها فتأملت الحجر فإذا السواد في رأسه دون سائره وسائره أبيض وكان طوله فيما حزرت مقدار عظم الذراع قال‏:‏ ومبلغ ما عليه من الفضة فيما قيل ثلاثة آلاف وسبعمائة وسبعة وتسعون درهمًا ونصف‏.‏

وفيها كثرت الزلازل بحلب والعواصم ودامت أربعين يومًا وهلك خلق كثير تحت الردم وتهدم حصن رعبان ودلوك وتل حامد وسقط من سور دلوك ثلاثة أبرجة‏.‏

وفيها توفي شيخ الحنفية بالعراق عبيد الله بن الحسين الشيخ أبو الحسن الكرخي سمع ببغداد إسماعيل بن إسحاق القاضي ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطينا وروى عنه ابن شاهين وعبد الله بن محمد الأكفاني القاضي وكان علامة كبير الشأن فقيها أديبا بارعا عارفا بالأصول والفروع انتهت إليه رياسة السادة الحنفية في زمانه وانتشرت تلامذته في البلاد وكان عظيم العبادة كثير الصلاة والصوم صبورأ على الفقر والحاجة ورعا زاهدا صاحب جلالة قال أبو بكر الخطيب‏:‏ حدثني الصيمري حد ثني أبو القاسم بن علان الواسطي قال‏:‏ لما أصاب أبا الحسن الكرخي الفالج في آخر عمره حضرته وحضر أصحابه أبو بكر الرازي وأبو عبد الله الدامغاني وأبو علي الشاشي وأبو عبيد الله البصري فقالوا‏:‏ هذا مريض يحتاج إلى نفقة وعلاج والشيخ مقل فكتبوا إلى سيف الدولة بن حمدان فأحس أبو الحسن فيما هم فيه فبكى وقال‏:‏ اللهم لا تجعل رزقي إلا من حيث عود تني فمات قبل أن يحمل إليه شيء ثم ورد من سيف الدولة عشرة آلاف درهم فتصد ق بها توفي وله ثمانون سنة وأخذ عنه الفقه الذين ذكرناهم‏:‏ الذامغاني والشاشي والبصري والإمام أبو بكر أحمد بن علي الرازي وأبو القاسم علي بن محمد التنوخي وفيها توفي أحمد بن محمد بن زياد الغنوي البصري الإمام أبو سعيد بن الأعرابي نزيل مكة كان إماما حافظًا ثبتا سمع الكثير وروى عنه عالم كثير وكان كثير العبادة شيخ الحرم في وقته علما وزهدا وتسليكا وكان صحب الجنيد وعمرو بن عثمان المكي وأبا أحمد القلانسي وغيرهم‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر البصري ابن الإعرابي وإبراهيم بن أحمد أبوإسحاق المروزي الشافعي وأبو علي الحسين بن صفوان البردعي والكلاباذي المعروف بالأستاذ أحد أئمة الخليفة والزجاجي صاحب الجمل أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق وأبو محمد قاسم بن أصبغ القرطبي وأبوجعفر محمد بن يحيى بن عمربن علي بن حرب وأبو الحسن الكرخي شيخ حنفية العراق عبيد الله بن الحسين‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاث أذرع وأربع عشرة إصبعا‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وسبع أصابع‏.‏

M0لنة السابعة من ولاية أنوجور ‏:‏ وهي سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة‏.‏

فيها ظفر الوزير المهلبي بقوم التناسخية وفيهم شاب يزعم أن روح علي بن أبي طالب رضي الله عنه انتقلت فيه وفيهم امرأة تزعم أن روح فاطمة رضي الله عنها انتقلت إليها وفيهم آخر يزعم أنه جبريل فضربوا فتعزوا بالانتماء لأهل البيت فأمر معزالدولة بإطلاقهم لتشيع كان فيه قلت‏:‏ والمشهور عن بني بويه التشيع واالرفض وفيها أخذت الروم سروج فقتلوا وسبوا وأحرقوا البلدوفيها حج بالناس أحمد بن عمربن يحيى العلوي وفيها في آخر شوال توفي المنصور أبوطاهر إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن عبيد الله المهدي العبيدي الفاطمي صاحب المغرب مات بالمنصورة التي بناها ومصرها وصلى عليه آبنه ولي عهده أبوتميم معد الملقب بالمعز لدين الله وهوالذي تولى الخلافةبعده وكان ملكأ حاد الذهن سريع الجواب فصيحا مفوها يخترع الخطب عادلا في الرعية أبطل كثيرًا من المظالم مما أحدثه آباؤه ومات وله أربعون سنة وكانت مدة مملكته سبعة أعوام وأيامًا وخلف خمسة بنين وخمس بنات وقام بعده آبنه المعزلدين الله فأحسن السيرة وصفت له المغرب ثم افتتح المعز لدين الله مصر وبنى القاهرة على مايأتي ذكره إن شاء الله تعالى بأطول من هذا في ترجمة المعز المذكور‏.‏

وفيها توفي أحمد بن محمد أبوالعباس الدينوري كان من أجل المشايخ وأحسنهم طريقة وكان يتكلم على لسان أهل المعرفة بأحسن كلام تكلم يومأ فصاحت عجوز في مجلسه فقال لها‏:‏ موتي فقامت وخطت خطوات ثم التفتت إليه وقالت هأنا قد مت ووقعت ميتة وكان يقول مكاشفات الأعيان بالأبصار ومكاشفات القلوب بالاتصال‏.‏

وفيها توفي الشيخ العابد القدوة ے الأقطع صاحب الكرامات وتينات قرية من قرى أنطاكية وقيل هي على أميال من المصيصة أقام بتينات مدة سنين وكان يسمى الأقطع لأن يده كانت قطعت ظلما في واقعة جرت له يطول الشرح في ذكرها ومن كراماته أن كانت الوحوش الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال وفيها توفي أبوطاهر أحمد بن أحمد بن عمرو المديني وأبو علي إسماعيل بن محمد الصفار في المحرم والمنصور إسماعيل بن القائم العبيدي الرافضي صاحب المغرب وأبوالطيب محمد بن حميد الحوراني وأبو الحسن محمد بن النضر الربعي المقرىء بن الأخرم‏.‏

أمرالنيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وعشرون إصبعا‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وعشر أصابع سواء‏.‏

السنة الثامنة من ولاية أنوجور وهي سنة آثنتين وأربعين وثلاثمائة‏:‏ فيها جاء صاحب خراسان آبن محتاج إلى الري محاربا لابن بويه وجرت بينهما حروب وعاد إلى خراسان‏.‏

وفيها عاد سيف الدولة بن حمدان من الروم سالما غانما مؤيدا وقد أسرقسطنطين بن الدمستق ملك الروم ودخل سيف الدولة حلب وابن الدمستق بين يديه وكان مليح الصورة فبقي عنده وفيها توفي القاسم بن القاسم بن مهدي أبوالعباس السياري كان من أهل مرو كتب الحديث وتفقه وكان شيخ أهل مرو وأول من تكلم عندهم في حقائق الأحوال ومن كلامه من حفظ قلبه مع الله بالصدق أجرى الله الحكمةعلى لسانه‏.‏

وفيها توفي أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد أبو بكرالنيسابوري الفقيه الشافعي المعروف بالصبغي سمع الحديث وروىعنه جماعة وكان إماما فقيها عالمًا عابدًا ولد سنة ثمان وخمسين ومائتين وله تصانيف كثيرة في عدة علوم منها كتاب الأسماء والصفات وكتاب الإيمان القدر وكتاب فضائل الخلفاء الأربعة وعدة تصانيف أخر‏.‏

وفيها توفي الحسن بن طغج بن جف ے التركي أخو الإخشيد ولي إمرة دمشق من قبل أخيه الإخشيذ مدة ثم عزله أخوه الإخشيذ وولى أخاه عبيد الله بن طغج مكانه ثم ولي الحسن هذا إمرة دمشق مرة أخرى من قبل ابن أخيه أنوجور صاحب الترجمة ثم رد إلىالرملة فمات بها ودفن بالقدس وكان أميرا جليلا شجاعا مقداما باشر الحروب وولي الأعمال الجليلة إلى أن مات‏.‏

وفيها توفي عثمان بن محمد بن علي أبوالحسين الذهبي البغدادي سكن مصر وحدث بها وبدمشق‏.‏

وفيها توفي علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم أبو القاسم التنوخي أصله من ملوك تنوخ الأقدمين من ولد قضاعة ولد بأنطاكية في سنة ثمان وسبعين ومائتين وهوصاحب كتاب الفرج بعد الشدة كان فقيها حنفيا بارعًا في الفقه والأصول والنحو وكان شاعرًا فصيحا وله ديوان شعروكانت وفاته بالبصرة في شهر ربيع الأول ومن شعره في مليح دخل الحمام‏:‏ # رأيت في الحمام بدرالدجى وشعره الأسود محلول قدعمموه بدجى شعره ونقطوا الفضة باللول الذي ذكرالذهبي وفاتهم في هذه السنة قال وفيها توفي أبو بكرأحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي الشافعي وأحمد بن عبد الأسد الجذامي إبراهيم بن المولد الزاهد والحسن بن يعقوب أبو الفضل البخاري وعبد الرحمن بن حمدان الهمذاني الجلاب وأبو الحسن محمد بن أحمد الأسواري الأصبهاني ومحمد بن داود بن سليمان النيسابوري الحافظ الزاهد‏.‏

أمرالنيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وأربع عشرة إصبعامبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعا سواء‏.‏

السنة التاسعة من ولاية أنوجور فيها خطب أبو علي بن محتاج إلىالمطيع بخراسان ولم يكن خطب له قبل ذلك فبعث إليه المطيع بالخلع واللواء‏.‏

وفيها مرض معز الدولة أحمد بن بويه بعلة الإنعاظ الدائم وأرجف بموته واضطربت بغداد فركب معزالدولة بكلفة لتسكين الناس‏.‏

وفيها كانت وقعة عظيمة بين سيف الدولة بن حمدان وبين الدمستق وكان الدمستق قد جمع أمما من الترك والروس والخزرفكانت الدائرة عليه ولله الحمد وقتل معظم بطارقته وهرب هووأسرصهره وجماعة من بطارقته وأما القتلى فلا يحصون وغنم سيف الدولةعسكرهم بما فيه‏.‏

وفيها توفي الأمير نوح بن نصر الساماني عامل بخارى في جمادىالأولى وأظن أن نوحا هذا من ذرية نوح عامل بخارى في زمن المأمون الذي أهدي إليه طولون والد أحمد وهذا أهداه إلىالخليفة عبد الله المأمون‏.‏

وفيها توفي خيثمة بن سليمان بن حيدرةالحافظ أبو الحسن القرشي الأطرابلسي أحد الحفاظ الثقات المشهورين ومولده سنة خمسين ومائتين وقيل غيرذلك ومات في ذي القعدة من هذه السنة‏.‏

وفيها توفي محمد بن العباس بن الوليد القاضي أبوالحسين البغدادي كان فاضلا بارعا مات ببغداد في شوال وكان ثقة صدوقًا‏.‏

الذين ذكرالذهبي وفاتهم في هذه السنة قال وفيها توفي أحمد ابن الزاهد أبي عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي وعلي بن الفضل بن إدريس السامري وأبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاث أذرع وعشرون إصبعا مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وسبع أصابع‏.‏

السنة العاشرة من ولاية أنوجور وهي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة‏:‏ فيها تحرك ابن محتاج صاحب خراسان على ركن الدولة الحسن بن بويه فنجده أخوه معز الدولة بجيش من العراق‏.‏

وفيها في المحرم عقد معزالدولة بن بويه إمرة الأمراء لابنه أبي منصوربختيار‏.‏

وفيها دخل محمد بن ماكان الديلمي أحد قواد صاحب خراسان إلى أصبهان فخرج عن أصبهان أبومنصور بن ركن الدولة فتبعه ابن ماكان فأخذ خزائنه وعارضه أبو الفضل بن العميد وزيرركن الدولة ومعه القرامطة فأوقعوا به وأثخنوه بالجراح وأسروا قواده وسار ابن العميد إلى أصبهان‏.‏

وفيها وقع وباءعظيم بالري وكان الأميرأبو علي بن محتاج صاحب خراسان قد نزلها فمات في الوباء‏.‏

وفيها فلج أبوالحسين علي بن أبي علي بن مقلة وأسكت وله تسع وثلاثون سنة‏.‏

وفيها زلزلت مصرزلزلة عظيمة هدمت البيوت ودامت مقدار ثلاث ساعات زمانية وفزع الناس إلى الله تعالى بالدعاء‏.‏

وفيها توفي محمد بن أحمد بن محمد بن جعفرأبو بكربن الحداد الكناني المصري الفقيه الشافعي شيخ المصريين ولد يوم وفاة المزني وكان إماما فقيها له وجه في مذهب الشافعي رضي الله عنه‏.‏

وفيها توفي شعلة بن بدرالأمير أبوالعباس الإخشيذي ولي إمرة دمشق من قبل أبي القاسم أنوجوربن الإخشيذ وكان شجاعا بطلاقتل في طبرية في حرب كان بينه وبين مهلهل العقيلي‏.‏

وفيها توفي محمد بن يعقوب بن يوسف الحافظ أبو عبد الله الشيباني النيسابوري ابن الاخرم ويعرف أبوه بابن الكرماني قال الحاكم كان أبو عبد الله صدرا من أهل الحديث ببلادنا بعد أبي حامد بن الشرقي وكان يحفظ ويفهم وصنف على صحيح البخاري ومسلم وصنف المسند الكبيروسأله أبوالعباس بن السراج أن يخرج له على صحيح مسلم ففعل ذلك‏.‏

وفيها حج الناس من غير أمير‏.‏

وفيها توفي محمد بن محمد بن يوسف بن الحجاج الشيخ أبو النضر الاطوسي الزاهد العابد كان يصوم النهار ويقوم الليل ويتصدق بالفاضل من قوته ورحل إلى البلاد في طلب الحديث وسمع الكثير وكان يجزىء الليل ثلاثة أجزاء جزءًا لقراءة القرآن وجزءًا للتصنيف وجزءًا يستريح فيه‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال وفيها توفي أبو الحسين أحمد بن عثمان بن بويان المقرىء وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي وأبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق بن السماك في شهر ربيع الأول وأبو بكربن الحداد الكناني محمد بن أحمد شيخ الشافعية بمصر وله نحو ثمانين سنة وأبوالنضر محمد بن محمد بن يوسف الاطوسي الفقيه في شعبان وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم الحافظ وأبوزكريا يحيى بن محمد بن عبد الله العنبري الحافظ المفسر الأديب‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ السنة الحادية عشرة من ولاية أنوجور وهي سنة خمس وأربعين وثلآثمائة‏.‏

فيها أوقع الروم بأهل طرسوس وقتلوا وسبوا وأحرقوا قراها‏.‏

وفيها زاد السلطان معز الدولة في إقطاع الوزير أبي محمد المهلبي وعظم قدره عنده‏.‏

وفيها خرج روزبهان الديلمي على معزالدولة فسير معزالدولة لقتاله الوزير المهلبي فلما كان المهلبي بقرب الأهواز تسلل رجال المهلبي إلى روزبهان فانحاز المهلبي بمن معه إلى حصن فخرج معزالدولة بنفسه لقتال روزبهان المذكور وآنحدر معه الخليفة المطيع لله فقاتله حتى ظفر به في المصاف وفيه ضربات وأسر قواده وقدم معز الدولة بغداد وروزبهان بين يديه على جمل ثم غرق ‏.‏

وفيها غزا سيف الدولة بلاد الروم وآفتتح حصونا وسبى وغنم وعاد إلى حلب ثم أغارت الروم على نواحي ميافارقين‏.‏

وفيها توفيت أم المطيع بعلة الاستسقاء وخرج المطيع في جنازتها في وجوه دولته وعظم عليه مصابها وكانت تسمى مشعلة‏.‏

وفيها توفي علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر أبو الحسن القزويني الحافظ القطان قال الخليلي كان عالما بجميع العلوم والتفسير والفقه والنحو واللغة ارتحل وسمع أبا حاتم الرازي وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل بن سيفنة ومحمد بن الفرج الأزرق وخلقا سواهم وانتهت إليه رياسة العلم وعلو السند بتلك الديار ومولدى سنة أربع وخمسين ومائتين وروى عنه خلائق كثيرة قال ابن فارس في بعض أماليه سمعت أبا الحسن القطان يقول بعدما علمت سنة كنت حين رحلت أحفظ مائة ألف حديث وأنا اليوم لا أقوم على حفظ مائة حديث‏.‏

وفيها توفي علي بن الحسين بن علي الشيخ الإمام المؤزخ العلامة أبو الحسن المسعودي صاحب التاريخ المسمى ب مروج الذهب ‏"‏ قيل إنه من ذرية ابن مسعود وكان أصله من بغداد ثم أقام بمصر إلى أن مات بها في جمادى الآخرة قاله المسبحي في تاريخه وكان أخباريا علامة صاحب غرائب وملح ونوادر وله عدة مصنفات التاريخ المقدم ذكره وهوغاية في معناه وكتاب ‏"‏ تحف الأشراف والملوك وكتاب ذخائر العلوم وكتاب الرسائل وكتاب الاستذكار لما مر في سالف الأعصار ‏"‏ وكتاب المقالات في أصول الديانات وكتاب أخبار الخوارج ‏"‏ وغير ذلك ومات قبل أن يطول عمره قال الذهبي وكان معتزليا فإنه ذكر غير واحد من المعتزلة ويقول فيه‏:‏ كان من أهل العدل ‏"‏ وله رحلة إلى البصرة التي فيها أبوخليفة‏.‏

وفيها توفي محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم أبوعمر الزاهد الصالح ولد سنة إحدى وستين ومائتين وكان بارعا في العربية والنحو واللغة عابدًا غزير العلم‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال وفيها توفي أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب العباداني وله سبع وتسعون سنة وأبو بكر أحمد بن عثمان بن غلام السباك المقرىء وإسماعيل بن يعقوب بن الجراب البزاز بمصر وأبوأحمد بكربن محمد بن حمدان المروزي الصيرفي وأبو علي الحسن بن الحسين بن أبي هريرة شيخ الشافعية ببغداد وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القزويني القطان الزاهد وله إحدى وتسعون سنة وأبوعمر الزاهد غلام ثعلب واسمه محمد بن عبد الواحد اللغوي وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن رستم الماذرائي بمصر وله ثمان وثمانون سنة وأبو بكر مكرم بن أحمد القاضي والمسعودي صاحب مروج الذهب في جمادى الآخرة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع سواء مبلغ الزياده ست عشرة ذراعًا وسبع أصابع‏.‏

السنة الثانية عشرة من ولاية أنوجور فيها كان بالري ونواحيها زلازل عظيمة خارجة عن الحد ثم خسف ببلاد الطالقان في ذي الحجة فلم يفلت من أهلها إلا نحو ثلاثين رجلا وخسف بمائة وخمسين قرية من قرى الري وآتصل الخسف إلى حلوان فخسف بأكثرها وقذفت الأرض عظام الموتى وتفجرت منها المياه وتقطع بالري جبل وعلقت قرية بين السماء والأرض بمن فيها نصف نهار ثم خسف بها وآنخرقت الأرض خروقا عظيمة وخرج منها مياه نتنة ودخان عظيم هكذا نقل الحافظ أبوالفرج بن الجوزي في تاريخه‏.‏

وفيها نقص البحر ثمانين ذراعا وظهر فيه جبال وجزائر وأشياء لم تعد قلت لعلة البحر المالح والله أعلم‏.‏

وفيها توفي محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الحافظ أبوالعباس الاموي النيسابوري مولى بني أمية المعروف بالأصم صم بعد أن رحل إلى البلاد وسمع الحديث كان إماما محدث عصره بلا مدافعة حدث ستا وسبعين سنة لأن مولده سنة سبع وأربعين ومائتين ومات في شهر ربيع الآخر وله تسع وتسعون سنة وقد آنتهت إليه رياسة أهل الحديث بخراسان‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال وفيها توفي أبو الحسن أحمد بن مهران السيرافي وأحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد السمسار وأحمد بن محمد بن عبدوس وسعيد بن فحلون البيري الأندلسي آخر أصحاب يوسف المغامي وعبد الله بن جعفربن أحمد بن فارس وأبوالحسين عبدالصمدبن علي الطستي أبويعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي وأبوالعباس محمد بن أحمد بن محبوب المروزي وأبو بكر محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق بن داسة وأبومنصور محمد بن القاسم العتكي وأبوجعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن خالد البغداي بماوراء النهر وأبوالعباس محمد بن يعقوب بن يوسف الآصم في شهر ربيع الآخر وله تسع وتسعون سنة وأبو الحزم وهب بن مسرة التميمي الحجاري الأندلسي‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع وأربع أصابع مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وتسع عشرة إصبعًا‏.‏

M0لنة الثالثة عشرة من ولاية أنوجور وهي سنة سبع وأربعين وثلأثمائة فيها عادت الزلازل بحلوان وقم والجبال فأتلفت خلقا عظيما وهدمت حصونا ثم جاء بعد ذلك جراد طبق الدنيا فأتى على جميع الغلات والأ شجار‏.‏

وفيها في شهر ربيع الأول خرجت الروم إلى آمد وأرزن وميافارقين ففتحوا حصوناكثيرة وقتلوا خلائق كثيرة وهدموا سميساط‏.‏

وفيها في شهر ربيع الأخر شغبت الترك والديلم بالموصل على ناصر الدولة بن حمدان وأحاطوا بداره فحاربهم بغلما نه والعامة فظفر بهم فقتل جماعة وأمسك جماعة وهرب أكثرهم إلى بغداد‏.‏

وفيها في شعبان كانت وقعة عظيمة بنواحي حلب بين الروم وسيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان وآنكسر سيف الدولة وقتلوا معظم رجاله وغلمانه وأسروا أهله وهرب في عدد يسير‏.‏

وفيها سار معز الدولة بن بريه إلى الموصل فدخلها فنزح عنها ناصر الدولة بن حمدان المقدم ذكره وتوجه إلى نصيبين فسار معزالدولة وراءه إلى نصيبين وخلف على الموصل سبكتكين الحاجب ونزل على نصيبين فسار ناصرالدولة بن حمدان إلى ميافارقين بعد أن آستأمن معظم عسكره إلى معز الدولة فهرب ناصر الدولة إلى حلب مستجيرا بأخيه سيف الدولة فأكرم سيف الدولة مورده وبالغ في خدمته وجرت فصول إلى أن قدم في الرسالة أبو محمد القاضي بكتاب سيف الدولة إلى الموصل وتقرر الأمر على أن يكون الموصل وديار ربيعة والرحبة لسيف الدولة على مال يحمله في كل سنة لأن معزالدولة لم يثق بناصرالدولة فإنه غدر به مرارًا ومنعه الحمل فقال معز الدولة المذكور‏:‏ أنت عندي ثقة غير أنه يقدم لي ألف ألف درهم ثم آنحدر معز الدولة إلى بغداد وتأخر الوزير المهلبي وسبكتكين الحاجب في الموصل إلى أن يحمل ناصر الدولة مال وفيها توفي قاضي دمشق أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن جندلم الأسدي الأوزاعي المذهب كان إماما عالما فقيها على مذهب الأوزاعي وكان له حلقة بالجامع‏.‏

وفيها توفي علي بن أحمد بن سهل ويقال علي بن إبراهيم أبو الحسن البوشنجي الزاهد شيخ الصوفية صحب أبا عمرو الدمشقي وأبا العباس بن عطاء وسمع بهراة من محمد بن عبد الرحمن الشامي والحسين بن إدريس وروى عنه أبو عبد الله الحاكم وأبو الحسن العلوي وعبد الله بن يوسف الأصبهاني قال السلمي هوأحد أئمة خراسان وله معرفة بعلوم عديدة وكان أكثر الخراسانيين تلامذته وكان عارفا بعلوم القوم قال الحاكم وسمعته يقول وقد سئل ما التوحيد قال ألا تشبه الذات ولا تنفي الصفات‏.‏

وفيها توفي محمد بن الحسن بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب أبو الحسن القرشي الاموي القاضي ولي القضاء بمدينة السلام ثم ولي أعمالًا كثيرة في أيام المطيع ثم صرف عن الجميع وكان جوادًا واسع الأخلاق كريما مع قبح سيرة في الأحكام‏.‏

وفيها توفي محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجنيد أبو الحسين الرازي الحافظ كان عالمًا فاضلا زاهدا ثقة صدوقا‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي القاضي أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن جندلم الأسدي الأوزاعي المذهب قلت وقد تقدم ذكره قال وأبوأحمد حمزة بن محمد بن العباس والزبيربن عبد الواحد الأسداباذي وعبد الله بن جعفر درستويه النحوي وأبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمربن راشد البجلي والحافظ المؤرخ أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى وله ست وستون سنة وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن زيد بن ماني الكوفي الكاتب ومحمد بن أحمد بن الحسن الكسائ الأصبهاني ومحمد بن عبد الله بن جعفر أبوالحسين الرازي بدمشق وأبو علي محمد بن القاسبم بن معروف الدمشقي‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع وخمس أصابع مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وعشرون إصبعًا‏.‏

السنة الرابعة عشرة من ولاية أنوجور على مصر وهي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة فيها خلع الخليفة المطيع ‏"‏ على بختياربن معز الدولة خلعة السلطنة وعقد له لواء ولقبه عز الدولة أمير الأمراء‏.‏

وفيها خرج محمد بن ناصر الدولة بن حمدان في سرية نحو بلاد الروم وكانت الروم قد وصلوا إلى الرها وحران فأسروا أبا الهيثم ابن القاضي أبي الحصين وسبوا وقتلوا‏.‏

وفيها في سابع ذي القعدة غرق من الحجاج الوارد من الموصل إلى بغداد في دجلة بضعة عشر زورقا فيها من الرجال والنساء نحو ستمائة نفس‏.‏

وفيها مات ملك الروم وطاغيتهم الأكبر بالقسطنطيية وأقعد آبنه مكانه ثم قتل ونصب في الملك غير‏.‏

وفيها وصلت الروم الى طرسوس فقتلوا جماعه وفتحوا حصن الهارونية وخربوا الحصن المذكور وقتلوا أهله ئم كرت الروم إلى ديار بكر ووصلوا ميافارقين فعمل في ذلك الخطيب عبد الرحيم بن نباتة الخطب الجهادية‏.‏

وفيها هرب عبد الواحد ابن الخليفة المطيع لله من بغداد إلى دمشق‏.‏

وفيها توفي الوزير عبد الرحمن بن عيسى بن داود بن الجراح‏.‏

وفيها توفي الشيخ أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه النجاد شيخ الحنابلة كان إمامًا عالمًا فقيها مات في ذي الحجة وله خمس وتسعون سنة‏.‏

وفيها توفي جعفربن محمد بن نصير الخلدي الزاهد المحدث أبو محمد الخواص في شهر رمضان عن خمس وتسعين سنة وله ست وخمسون حجة صحب الجنيد وإليه كان منتميا وكان المرجع إلي في علوم القوم حج قريبا من ستين حجة قال ما حججت إلا على التوكل وكانت الأعطية حولي كثيرة‏.‏

وفيها توفي أبو بكر محمد بن جعفر الأدمي المحدث القارىء كان فاضلا محدثا مقرئًا‏.‏

وفيها توفى جعفربن حرب الكاتب كان جليل القدر يتقفد كبار الأعمال فاجتاز يوما بموكبه فسمع قارئًا يقرأ ‏"‏ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ‏"‏ فصاح بلى والله قد آن ونزل عن دابته ودخل الماء ولم يخرج منه حتى فرق جميع أمواله وبقي في الماء حتى أعطاه رجل قميصا فلبسه وخرج إلى المسجد ولزم العبادة حتى مات‏.‏

أمر النيل في هذه السنة الماء القديم سبع أذرع وثلاث عشرة إصبعا مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وعشرون إصبعًا السنة الخامسة عشرة من ولاية أنوجور وهي سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وهي السنة التي مات فيها أنوجور صاحب الترجمة كما تقدم ذكره‏.‏

وفيها جرت وقعة هائلة ببغداد في شعبان بين السنية والشيعه وتعطلت الصلوات في الجوامع سوى جامع براثا الذي يأوي إليه الرافضة وكان جماعة بني هاشم قد أثاروا الفتنة فاعتقلهم معزالدولة بن بويه فسكنت الفتنة‏.‏

وفيها ظهر ابن المكتفي بالله بناحية أرمينية وتلقب بالمستجير بالله يدعو إلى الرضى من ال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولبس الصوف وأمر بالمعروف ومضى إلى جبال الديلم فآستنصر بهم فخرج معه جماعة منهم وساروا إلى أذربيجان فاستولى المستجير بالله على عدة بلدان وبعض البلاد التي آستولى عليها كانت في يد سلار الديلمي فسار سلار فهزمه ويقال قتله لأنه لم يظهر له حس بعد ذلك‏.‏

وفيها في شوال عرض للسلطان معزالدوله أحمد بن بويه مرض كلاه فبال الدم ثم احتبس بوله ثم رمى حصى صغارًا ورملا وأرجفوا بموته‏.‏

وفيها جمع سيف الدولة بن حمدان جموعًا كثيرة وغزا بلاد الروم فقتل وأسر وسبى فسارت الروم وكثروا عليه فعاد في ثلاثمائة من خواصه وذهب جميح ماكان معه وقتل أعيان قواده وخرج من ناحية طرسوس‏.‏

وفيها مات أحمد بن محمد بن ثوابة كاتب ديوان الرسائل لمعزالدولة فقلد معز الدولة مكانه أبا وفيها أسلم من الترك مائتا ألف خركاه كذا ذكر أبو المظفر سبط ابن الجوزي‏.‏

وفيها بذل القاضي الحسين بن محمد الهاشمي مائتي ألف درهم على أن يقلد قضاء البصرة فأخذ منه المال ولم يقلد قلت يرحم الله من فعل معه ذلك وخاتله ويرحم من يقتدي بفعله مع كل من يسعى في القضاء بالبذل و البرطيل‏.‏

وفيها توفي الإمام أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه شيخ أهل الحديث والفقه بخراسان عن اثنتين وثمانين سنة‏.‏

وفيها توفي الحسين بن علي بن يزيد بن داود الحافظ أبو علي النيسابوري قال الحاكم هوواحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والمذاكرة والتصنيف ومولده قي سنة سبع وسبعين ومائتين وأول سماعه سنة أربع وتسعين ومائتين ومات في جمادى الأولى قال أبو عبد الرحمن السلمي سألت الدارقطني عن أبي علي النيسابوري فقال إمام مهذب‏.‏

وفيها توفي محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة الأدمي القار صاحب الألحان كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن يسمع صوته من فرسخ قال محمد بن عبد الله الأسدي حججت أنا وأبو القاسم البغوي وأبو بكرالأدمي فلما صرنا بالمدينة وجدنا ضريرا قائما يروي أحاديث موضوعة فقال بعضنا ننكرعليه فقال الأدمي تثور علينا العامة ولكن اصبروا وشرع يقرأ فما هوإلا أن أخذ الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال وفيها توفي أبوالحسين أحمد بن عثمان الأدمي العطشي وأبو الفوارس الصابوني أحمد بن محمد بن الحسين في شوال وله خمس ومائة سنة وأبوالوليد أحمدبن محمد الفقيه شيخ خراسان والحسين بن علي بن يزيد النيسابوري الحافظ وعبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخراساني وعبد الله بن محمد بن موسى الكعبي النيسابوري وأبوطاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم شيخ القراء ببغداد والقاضي أبوأحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال في رمضان وأبو بكر محمد بن عبد الله بن عمرويه الصفار‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم سبع أذرع وتسع عشرة إصبعًا مبلغ الزيادة سبع عشر ذراع سواء‏.‏